بحـث
المواضيع الأخيرة
"دوى الصمت"
صفحة 1 من اصل 1
"دوى الصمت"
دوى الصمت
يغوص في الأوراق المكدسة أمامه ولكنه لا ينجز شيئا ، بالرغم من انه قد أحضرها الى البيت بغية إنجازها . لا إراديا يجد نفسه يكتب لها ، يراها تتمثل أمامه فيكتب :
زوجتي الحبيبة ،، ومرة يكتب ابنتي… ومرات يكتب أمي….
وفي النهاية يمزق ما كتب . هو بحاجة لان ينزف على الورق ، سيجن ان لم يفعل ، ولكن هاهي الأوراق تتناثر حوله تتحداه ان يوقف تكاثرها ، ولكنها تتزايد ، الأفكار تتزاحم في ذهنه كلها تريد الخروج اولا والنتيجة يبقى ذهنه السجن الكبير … يهم بالكتابة عن … عن ماذا ؟ يسأل نفسه….
فيكتب: "لن ننسى" …ويتوقف ،، ثم ماذا ..
يسأل نفسه مرة أخرى ويرد مجيبا على نفسه .
قد نسينا فما الفائدة ، لأغير الموضوع … وتتكاثر الأوراق ،، سأكتب عن رمز الوفاء
هكذا قال كمن وجد ضالته ، فينوي أن يكتب …ولكن فكرة مجنونة تخطر على ذهنه فجأة فيتوقف ،، ماذا لو استطاع احدهم الهرب وحاول ان يأتي ،هل سيصل بسهوله ام..؟ وينبذ هذه الفكرة سريعا باستطراد فوري ،، لا….هو فكرة فقط وليس حقيقة على ارض الواقع –هكذا قالوا في البداية ،، وتتزايد الأوراق بتزايد حيرته
سأكتب عن المستقبل ، عن المجهول ، فما اجمل ان تكتب عن شيء لاتعرفه ، على الاقل انت حر فيما تكتب ،، هكذا قال لهاجس الكتابة المسيطر عليه ، وتروق له هذه الفكرة ولكنه يتراجع عنها متسائلا..
هل الانسان حر فيما يكتبه فعلا ام …؟ ويُسكت هذا الخاطر متذكرا جملة قرأها في احدى المسرحيات اليونانية ، يحاول استحضارها من الذاكرة فيعجز لينهض الى بعض الكتب المبعثرة في كل مكان حوله يقلبها بحثا عن المسرحية ،حتى يجدها .
يبدأ في تقليب الصفحات الصفراء بعجالة ،وعيناه تلتهمان السطور بلهفة ،، هاهي …
قالها فرحا وقرأ : "حقا يا سقراط من الواجب عليّ ان افصح عما يجيش في خاطري سواء سمحت الآلهة بذلك ام لم تسمح".
ويزداد تكاثر الأوراق ليوقف تكاثرها نهوضه المتثاقل والحيرة ترفض ان تترك روحه الهرمة الى فراشه ليرتاح من زخم هذه الأفكار المتداخلة مع بعضها البعض والتي ترفض ان تتهادن وتنظم تواردها على ذهنه دون تدخل منه .
حتى هي تحتاج الى تدخل خارجي لتنظيمها!!!!! هكذا خطر بذهنه في لحظة صفاء شاردة .
حالما استلقى على فراشه خطرت عليه فكرته المجنونة من جديد وهذه المرة مغيبة ماعداها من أفكار بشكل دائم ، وبدت كأنها انتصرت على البقية…
فعلا …ماذا سيفعل…..؟
قالها وقد كان النعاس يحاول السيطرة على الصراع الدائر في ذهنه ، حتى نجح اخيرا بصعوبة بدت واضحة من نومه المضطرب ،، اعتراه إحساس فجائي غريب بالارتياح ، وهو يقترب فجلس يريح قدميه وتعبه ، آخذا في تأمل الأرض من حوله كأنه يحاول التعرف عليها بدت مغايرة لما مر به خلال رحلته الشاقة الطويلة ،لكأنها جزء من جنته المنشودة.
نهض بعد ان نفض التعب العالق في روحه من طول الإقامة في الجحيم .
واكمل طريقه بعد ان قطع مسافة طويلة كخوفه من ان يكذب إحساسه الفجائي .
رآها أمامه ، متمثلة بالعلم المرفرف عاليا.
هاهو إذا … صرخ قائلا بلهفة .
لم يتخيله هكذا حين سمع عنه لاول مرة من الإذاعة ، ربما لقلة التفاصيل او لندرة استماعه للأخبار رغم كثرة اللحظات التي سرقها للاستماع .
تذكر وهو يراه باديا من بعيد الحارس الذي جاءهم يوما قائلا بسخرية :
تريدونه يحميكم هاه
لو حطيتم مية واحد ماراح يردنا شيء في المرة الجايه
هذا مثل اللي قبله –الضرب على الجهرا والخوف على الكويت-.
تسابقت كلماتهم ترد بتحد وبأس ولكنه لم يكن ليسمع فقد اثارهم ومضى ربما لغيرهم .
بعد ذهاب الحارس اخذ يفكر بما قاله الحارس وتذكر أحداث تلك الفترة حسب ما سمع وقرأ عنها ،خُيل له الآن انه لم يستوعب شيئا ، بدت له تلك الفترة ضبابية متغيرة لا تستقر على حال .فأخذ يردد قول الحارس مضيفا لماذا؟
لم يحاول حينها ان يفهم ، فقد كان فاقدا لأهمية معرفة الإجابة ،اما الآن وهو يرى علم بلاده مرفرفا فقد تأكد من عدم أهمية معرفة أي شيء الا كيفية الإسراع في الوصول .
اتته قوة هائلة كأن النسائم المتسربة والآتية من هناك تمنحه طاقة تعوضه عن جميع لحظات الضيق التي عانى منها حيث كان ،اخذ يركض بكل ما منحته هذه النسائم من قوة باتجاه الحلم . قف…
جاءه الصوت مرتبكا ..
انا لست.. ( أراد ان يكمل وهو يتقدم بحذر وخوف وشوق معا لكن الصوت قاطعه قائل ا)
قلت قف …والا…
فتوقفت قدماه عن المسير وروحه تدفعه الى المضي اماما ،سمع أثناء وقوفه أصواتا وحركة كثيرة مضطربة آتية من هناك حيث يتمنى ان يكون وحيث دار حوار بين اثنين من العسكر .
ماذا نفعل ..هل نفتح البوابة ؟
فاجابه الآخر بلا مبالاة :
لا تتسرع ..سأتصل بالضابط أولا ..وادعه يتحمل المسؤولية ، أليس هو الضابط.
قالها باستهزاء..
ولكن…
لا تناقش .
قاطعه بحزم واكمل ..
نفذ فقط ، فمن يدري من هو ربما كان منهم .
حسنا…!
وسكت بخنوع وهمس وهو يمشي مبتعدا عن الرقيب .
ولكن ربما كان ليس منهم … من يجزم ؟
اخذ الاتصال يتدرج الى اعلى بتدرج الرتب العسكرية ، والرقيب بلا مبالاته ينتظر الأوامر وهو بشوقه ولهفته وتعبه ينتظر كذلك .
امتد العمر بثواني الانتظار طويلا وهو واقف بشموخ المنتصر.. ينتظر موت هذه الثواني وهي تتجدد وتتجدد كأنها تستمد حياتها من عمره….. إلى أن مل الانتظار من انتظاره فاخذ يصرخ بغضب مغلف برجاء وتوسل مناديا ايا كان ان يرحم صبره ويفتح الأبواب ولكن مصير صوته كان التحول صدى متناثرا في كل مكان إلا إسماع من هم وراء البوابة .
وامتدت ساعات الانتظار به وهو بين حين وآخر يلتفت إلى الوراء ويلعن ويتطلع إلى الأمام ويرجو حتى آتاه صوت آمر ..
عُد و الا…
و أعقبها صوت ثلاث طلقات في الهواء ، فصرخ :
ولكن أنا….
وسكت والتفت الى الشمال و……….؟!!
هب احمد واقفا من قسوة الكابوس مذعورا …. مذهولا يصيح بهستيرية المتوقع لامكانية تحقق هذا الحلم………
لا…….!!!!!!!!
ghroob- مشرفة منتدى الشعر والخوطر
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
مواضيع مماثلة
» من اشعار الشارع الكبير "صلاح جاهين""الدرس انتهى"
» قصيدة "دمع جرى فقضى فى الربع ما وجبا"المتنبى"
» قصيدة"صاحب مزيه وأستاذيه"للشاعر فؤاد حداد
» قصه قصيرة "عقاب الله" للكاتب الاسباني \ البارو دي لاإجلسيا
» قصه واقعيه حزينه جداا كل واحد يجيب معاه 3 علب مناديل ""
» قصيدة "دمع جرى فقضى فى الربع ما وجبا"المتنبى"
» قصيدة"صاحب مزيه وأستاذيه"للشاعر فؤاد حداد
» قصه قصيرة "عقاب الله" للكاتب الاسباني \ البارو دي لاإجلسيا
» قصه واقعيه حزينه جداا كل واحد يجيب معاه 3 علب مناديل ""
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:34 pm من طرف اميرة الحب
» ســـــــأرحــــــل
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:27 pm من طرف اميرة الحب
» قصه جميله مؤثرة تستحق القراءة
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:30 am من طرف اميرة الحب
» خواطر انساااااااااان
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:25 am من طرف اميرة الحب
» لا تخف ... إنه يحبك ... فثق به
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:37 pm من طرف Admin
» بعد ان احببتك
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:33 pm من طرف Admin
» فــــــــصـــه وعـــــــــبرة
الإثنين أغسطس 01, 2011 1:51 pm من طرف حازم لاست
» من طرائف السكارى
الإثنين أغسطس 01, 2011 7:34 am من طرف hany_mostfa
» هل تهمك سمعتك داخل النت ؟؟؟؟؟؟؟
الأربعاء أبريل 06, 2011 2:14 pm من طرف NIGMA