بحـث
المواضيع الأخيرة
"الوفاء المستحيل"
صفحة 1 من اصل 1
"الوفاء المستحيل"
الوفاء المستحيل
بعد أن جرت ذاك الجسد الهزيل والعظام المتكسرة متكئة على عكازها فتحت الباب ببطء شديد لترى خلفه وردة ذابلة .. ولكن أليست هذه الوردة التي اسقيها كل يوم ، إذا أخيرا ذبلت لتموت كما ماتت جارتها ويبست وأصبحت بلا رونق أو حياة ، ولكن ما هذا .. ابنتي الصغيرة ما الذي أجلسك على الأرض لما لا تدخلين وما هذه الحقيبة التي في يدك ؟ هل فيها هدايا لي ، ثم لماذا أنت هزيلة ألا يمتلئ هذا الجسد الذابل بل الميت كورودي .. إيه لابد إنك تشاجرتي معه كالعادة .. هيا ادخلي لنتحدث ونشرب الشاي ولكن عليك أن تعديه بنفسك لأني لا أقوى على شئ ؛ وأخيرا جاء من سيغلي لي الشاي ، هنا قاطعتها الابنة وهي تحاول النهوض : اصمتي كفاك هراء أيتها العجوز الخرفة ، نظرة إليها العجوز باستياء ثم قالت : خرفة سامحك الله .. قد أكون خرفة ولكني أرى عيناك تبكي وهي حمراء كالدم هل تشكين من علة ؟ ردت عليها بنبرة غاضبة يالك من امرأة عديمة الأحاسيس أنا ابكي لأني مدمرة محطمة ابكي زواجي الذي أنهار وزوجي الذي ضاع وأنت تخرفين كعادتك لا يهمك شئ .. نظرة العجوز إليها ثم ابتسمت وجعلت تجر قدميها إلى الداخل لتستلقي على أريكتها وهي تقول هذه ليست أول مرة منذ عرفتيه وهذه هي حالتك معه لم تتغير معه أبدا عموما لم يجبرك أحد على الزواج منه ، أنت التي حين رايتيه قلتي أريده أحببته زوجوني له .. كفى قاطعتها ثم واصلت أنت من أي شئ مصنوع لابد إنك صنعت من الطابوق نفسه الذي صنع منه ، هنا نظرة العجوز إلى ابنتها وتساءلت باستهزاء إذا زوجك صنم أو تمثال وانفجرت ضاحكة ، أم هي فحدقت في الأرض طويلا وانكست رأسها قائلة : نعم هو كذلك معي أنا فقط ولكنه مع غيري إنسان نابض بالحياة ومعي جاف قاسي بلا مشاعر وخالي من الأحاسيس بخيل في حبه هذا إذا كان يحبني ..لابد من إنه يحبك العشرة تولد الحب .. عن أي حب تتكلمين لقد أهداني ورقة الطلاق ، صرخت العجوز : ماذا ؟ وبصوت متهدج أجابتها : نعم وأنا تركته يفعل ذلك .. كيف أعتقدتك تحبينه !!.. وأموت في عشقه ولكني تعبت من انتظاره وهو يرحل عني ولا يعود هو لا يريدني لا أستطيع إجباره لذا لم أمانع رحيله هذه المرة ، تسأله العجوز : وإلى الأبد ؛ أجابت : لا أعلم قاطعتها العجوز وباستياء قلت لك غيري من نبرة صوتك لا تريه حزنك أو ضعفك ، قاومي حاربي من أجله وأجل الوصول إليه .. فعلت ولكن اليأس تملكني فهو لا يعجبه شئ لا صوتي ولا صمتي لا يعجبه حزني ولا فرحي ولا أعرف ماذا أفعل معه .. كم كنت لأجله أبلغ غصتي أتغاضى عن الماضي أخفي عنه حزني ولا أدعه يشعر بيأسي حينما يعود أو حينما أذهب أنا له أحاول أن أغير نغمة كلامي أحاول أن أسعده ادعه يسيرني يتملكني ولكنه في كل مرة يتركني ويدوس على كل شئ يربطني به ويرحل لينظر إلي من بعيد لا أعلم هل يعجبه حزني هل يريد يأسي ثم موتي لابد وانه لا يريدني لذا قررت أن أدعه يرحل عني .. ولكن ما الذي يجعلك تستسلمين ليأسك ما الذي لا يدعك يا بنيتي تحاربين تقاومين من أجل الوصول إلي؟ هكذا استسلمت ليأسي .. إلى متى سأظل أنتظره .. أه كم كنت اقبع في زاويتي أنتظره وانتظر قدومه بأبهى صورة هو يريدها .. كنت ألاطفه الكلام بأعذب الحديث ، كنت أغني له أغنيات الحب وعشق مجنون ينبع من صدق الأحاسيس الكامنة في قلبي كنت وكنت .. ولكنه كان بعيدا عني لا يسمعني ولا يشعر بي ، كنت أتحادث خياله وهو غائب كان دائما غائب لم يفكر لحظة واحدة بي وبوجودي كان وجودي لديه كالسراب أو كالضباب الذي يجب أن ينقشع ، لم يفكر بالعودة لي بل سرى يكمل حياته بعيدا عني في أحضان الملاهي والمراقص يرحل ويهاجر إلى بلدان عديدة وأنا هنا اقبع في زاويتي انتظره هو يهجرني إلى ملفاته وعمله يغيب ساعات ويهملني سنوات وأنا هنا انتظره ، هو لا يعرف واجبات الحياة الزوجية ولا يقدس معاني هذه الرابطة ومع هذا كنت ولازلت أنتظره .. ولكن لماذا ؟!.. لأني ببساطة شديدة أحبه .. أسرني تملكني ولم أعد أرى غيره لم أعد أشعر بوجود أحد سواه حين أراه أرى الدنيا وحين يغيب أقبع في زاويتي أنتظره .. كل من هم حولي مجرد أشباح لا أعلم إن كان لهم وجود حقيقي أو لا ، لا اعلم سوى انه الوجود الوحيد في حياتي .. وماذا ستفعلن الآن ؟.. سأنتظره في زاويتي سأجلس كما كنت اجلس في أبهى صورة هو يريدها ؛ ولكن هذه المرة لن أمانعه ولن أدعه يستاء مني مثل كل مرة ، لن أمانعه سأدعه يرحل قد يجد حياته بعيدا عني فيغدوا سعيدا مع غيري سأدعه يرحل ولكن إن عاد سأضيء له حروف الحب وأرش له عطور العشق سأسعده وأفرحه لأن عودته هذه المرة تعني إنه يحبني ولا يقوى مفارقتي .. وإن لم يعد ؟؟ سأضل أنتظره كوردة ذابلة تريد النجاة كعود يابس يريد الحياة كأنسانة وفت ومازالت تفي للشخص الوحيد الذي أحبت .. هذا مستحيل .. بل هذا ما سوف يحدث ...
بعد أن جرت ذاك الجسد الهزيل والعظام المتكسرة متكئة على عكازها فتحت الباب ببطء شديد لترى خلفه وردة ذابلة .. ولكن أليست هذه الوردة التي اسقيها كل يوم ، إذا أخيرا ذبلت لتموت كما ماتت جارتها ويبست وأصبحت بلا رونق أو حياة ، ولكن ما هذا .. ابنتي الصغيرة ما الذي أجلسك على الأرض لما لا تدخلين وما هذه الحقيبة التي في يدك ؟ هل فيها هدايا لي ، ثم لماذا أنت هزيلة ألا يمتلئ هذا الجسد الذابل بل الميت كورودي .. إيه لابد إنك تشاجرتي معه كالعادة .. هيا ادخلي لنتحدث ونشرب الشاي ولكن عليك أن تعديه بنفسك لأني لا أقوى على شئ ؛ وأخيرا جاء من سيغلي لي الشاي ، هنا قاطعتها الابنة وهي تحاول النهوض : اصمتي كفاك هراء أيتها العجوز الخرفة ، نظرة إليها العجوز باستياء ثم قالت : خرفة سامحك الله .. قد أكون خرفة ولكني أرى عيناك تبكي وهي حمراء كالدم هل تشكين من علة ؟ ردت عليها بنبرة غاضبة يالك من امرأة عديمة الأحاسيس أنا ابكي لأني مدمرة محطمة ابكي زواجي الذي أنهار وزوجي الذي ضاع وأنت تخرفين كعادتك لا يهمك شئ .. نظرة العجوز إليها ثم ابتسمت وجعلت تجر قدميها إلى الداخل لتستلقي على أريكتها وهي تقول هذه ليست أول مرة منذ عرفتيه وهذه هي حالتك معه لم تتغير معه أبدا عموما لم يجبرك أحد على الزواج منه ، أنت التي حين رايتيه قلتي أريده أحببته زوجوني له .. كفى قاطعتها ثم واصلت أنت من أي شئ مصنوع لابد إنك صنعت من الطابوق نفسه الذي صنع منه ، هنا نظرة العجوز إلى ابنتها وتساءلت باستهزاء إذا زوجك صنم أو تمثال وانفجرت ضاحكة ، أم هي فحدقت في الأرض طويلا وانكست رأسها قائلة : نعم هو كذلك معي أنا فقط ولكنه مع غيري إنسان نابض بالحياة ومعي جاف قاسي بلا مشاعر وخالي من الأحاسيس بخيل في حبه هذا إذا كان يحبني ..لابد من إنه يحبك العشرة تولد الحب .. عن أي حب تتكلمين لقد أهداني ورقة الطلاق ، صرخت العجوز : ماذا ؟ وبصوت متهدج أجابتها : نعم وأنا تركته يفعل ذلك .. كيف أعتقدتك تحبينه !!.. وأموت في عشقه ولكني تعبت من انتظاره وهو يرحل عني ولا يعود هو لا يريدني لا أستطيع إجباره لذا لم أمانع رحيله هذه المرة ، تسأله العجوز : وإلى الأبد ؛ أجابت : لا أعلم قاطعتها العجوز وباستياء قلت لك غيري من نبرة صوتك لا تريه حزنك أو ضعفك ، قاومي حاربي من أجله وأجل الوصول إليه .. فعلت ولكن اليأس تملكني فهو لا يعجبه شئ لا صوتي ولا صمتي لا يعجبه حزني ولا فرحي ولا أعرف ماذا أفعل معه .. كم كنت لأجله أبلغ غصتي أتغاضى عن الماضي أخفي عنه حزني ولا أدعه يشعر بيأسي حينما يعود أو حينما أذهب أنا له أحاول أن أغير نغمة كلامي أحاول أن أسعده ادعه يسيرني يتملكني ولكنه في كل مرة يتركني ويدوس على كل شئ يربطني به ويرحل لينظر إلي من بعيد لا أعلم هل يعجبه حزني هل يريد يأسي ثم موتي لابد وانه لا يريدني لذا قررت أن أدعه يرحل عني .. ولكن ما الذي يجعلك تستسلمين ليأسك ما الذي لا يدعك يا بنيتي تحاربين تقاومين من أجل الوصول إلي؟ هكذا استسلمت ليأسي .. إلى متى سأظل أنتظره .. أه كم كنت اقبع في زاويتي أنتظره وانتظر قدومه بأبهى صورة هو يريدها .. كنت ألاطفه الكلام بأعذب الحديث ، كنت أغني له أغنيات الحب وعشق مجنون ينبع من صدق الأحاسيس الكامنة في قلبي كنت وكنت .. ولكنه كان بعيدا عني لا يسمعني ولا يشعر بي ، كنت أتحادث خياله وهو غائب كان دائما غائب لم يفكر لحظة واحدة بي وبوجودي كان وجودي لديه كالسراب أو كالضباب الذي يجب أن ينقشع ، لم يفكر بالعودة لي بل سرى يكمل حياته بعيدا عني في أحضان الملاهي والمراقص يرحل ويهاجر إلى بلدان عديدة وأنا هنا اقبع في زاويتي انتظره هو يهجرني إلى ملفاته وعمله يغيب ساعات ويهملني سنوات وأنا هنا انتظره ، هو لا يعرف واجبات الحياة الزوجية ولا يقدس معاني هذه الرابطة ومع هذا كنت ولازلت أنتظره .. ولكن لماذا ؟!.. لأني ببساطة شديدة أحبه .. أسرني تملكني ولم أعد أرى غيره لم أعد أشعر بوجود أحد سواه حين أراه أرى الدنيا وحين يغيب أقبع في زاويتي أنتظره .. كل من هم حولي مجرد أشباح لا أعلم إن كان لهم وجود حقيقي أو لا ، لا اعلم سوى انه الوجود الوحيد في حياتي .. وماذا ستفعلن الآن ؟.. سأنتظره في زاويتي سأجلس كما كنت اجلس في أبهى صورة هو يريدها ؛ ولكن هذه المرة لن أمانعه ولن أدعه يستاء مني مثل كل مرة ، لن أمانعه سأدعه يرحل قد يجد حياته بعيدا عني فيغدوا سعيدا مع غيري سأدعه يرحل ولكن إن عاد سأضيء له حروف الحب وأرش له عطور العشق سأسعده وأفرحه لأن عودته هذه المرة تعني إنه يحبني ولا يقوى مفارقتي .. وإن لم يعد ؟؟ سأضل أنتظره كوردة ذابلة تريد النجاة كعود يابس يريد الحياة كأنسانة وفت ومازالت تفي للشخص الوحيد الذي أحبت .. هذا مستحيل .. بل هذا ما سوف يحدث ...
ghroob- مشرفة منتدى الشعر والخوطر
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
مواضيع مماثلة
» قصه قصيرة "عقاب الله" للكاتب الاسباني \ البارو دي لاإجلسيا
» قصيدة "دمع جرى فقضى فى الربع ما وجبا"المتنبى"
» قصيدة "شوق إليك تفيض منه الأدمع"للشاعر الكبير البحترى
» قصه واقعيه حزينه جداا كل واحد يجيب معاه 3 علب مناديل ""
» قصيدة"عاشقة الليل"للشاعرة الكبيرة نازك الملائكة
» قصيدة "دمع جرى فقضى فى الربع ما وجبا"المتنبى"
» قصيدة "شوق إليك تفيض منه الأدمع"للشاعر الكبير البحترى
» قصه واقعيه حزينه جداا كل واحد يجيب معاه 3 علب مناديل ""
» قصيدة"عاشقة الليل"للشاعرة الكبيرة نازك الملائكة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:34 pm من طرف اميرة الحب
» ســـــــأرحــــــل
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:27 pm من طرف اميرة الحب
» قصه جميله مؤثرة تستحق القراءة
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:30 am من طرف اميرة الحب
» خواطر انساااااااااان
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:25 am من طرف اميرة الحب
» لا تخف ... إنه يحبك ... فثق به
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:37 pm من طرف Admin
» بعد ان احببتك
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:33 pm من طرف Admin
» فــــــــصـــه وعـــــــــبرة
الإثنين أغسطس 01, 2011 1:51 pm من طرف حازم لاست
» من طرائف السكارى
الإثنين أغسطس 01, 2011 7:34 am من طرف hany_mostfa
» هل تهمك سمعتك داخل النت ؟؟؟؟؟؟؟
الأربعاء أبريل 06, 2011 2:14 pm من طرف NIGMA