بحـث
المواضيع الأخيرة
"الاستخدام الخاطئ للنت"
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
"الاستخدام الخاطئ للنت"
الاستخدام الخاطىء للنت
في الغرفة كان يدور حول نفسه.. يضرب الهواء بقبضته، ويركل كل ما يقع تحت قدمه.. تواجهه المرآة فيخفي وجهه ، كي لا يشاهد وجوهاً تمد له ألسنتها ساخرة.. يضغط على أذنيه خوفاً من سماع قهقهات مستهزئة.. يبحث عن وسيلة يعطل فيها حواسه، ليتخلص من الألم الذي يعانيه.. لم يكن ينزف دماً، ولكن جرح نفسه امتد عميقاً خرج من غرفته، تناول ماءاً بارداً، وصبه فوق رأسه المشتعل غضباً وقهراً.. جرب أن يتكلم بصوت مرتفع، فجاء صوته مختنقاً! أعاد الكرة ثانية، وثالثة .. إلى أن تمكن أخيراً من اصطناع الهدوء اتصل بصديقه سالم، وبصعوبة راح يضغط على الحروف كي يبدو صوته طبيعياً..
قال : أريد أن أراك لأمر خاص ولأن سالم يعرف جيداً ما يعانيه صديقه ،
أجاب: سنلتقي مساءً في المقهى بل الآن ، لا أستطيع الانتظار حتى المساء.. سأكون عندك بعد قليل وافق سالم مستسلماً وقال : سأكون جاهزاً عندما تصل .. وبعد دقائق كان يجلس إلى جانب عمر الذي انطلق بسيارته بسرعة جنونية ، وكأنه بذلك يجاري جنون أفكاره وصلا إلى مكان خارج المدينة ، حيث اعتاد الأصدقاء قضاء بعض الوقت .
شعر سالم أن حالة صديقه النفسية سيئة، فحاول أن يخفف عنه مستوضحاً: ما بك؟ ومما تشكو؟ لابد أنك واقع في الحب؟! لقد نصحتك مراراً أن لا تأخذ المسائل بهذه الجدية، حتى لا تصل إلى هذه الحالة! طوال الوقت كان عمر صامتاً يدخن بنزق وعصبية، وفجأة، رمى سيجارته، وقال : لقد أخطأت وعلي إصلاح خطئي
توجه إلى سيارته بحجة إحضار هاتفه ، وبلحظة عاد يحمل عصاً.. وقبل أن يفطن سالم، ويدرك أبعاد ما يجري ، انهال عليه عمر بالضرب.. عقدت المفاجأة لسان سالم ، وقيدت يديه ، فلم يتمكن في البداية من الدفاع عن نفسه! تلقى ضربات مؤلمة ووحشية أن يبدأ في مواجهة صديقه الذي كان ينعته بأبشع الأوصاف.. شعر بأن المعركة ليست لصالحه فراح يتوسل صديقه الذي كان الغضب قد أصاب أذنيه بالصمم ! غطى الدم وجه سالم ، ومع ذلك تابع عمر ضربه غير عابئ بحاله! حاول سالم الهرب زحفاً على الرمل بعدما فقد القدرة على المشي أو الركض، إثر ضربة قوية تلقاها على رجله، أدت على الأغلب إلى كسرها ركب عمر سيارته وتوجه بها نحو صديقه يريد أن يدهسه ، فهل يفعل لم يكن عمر ميالاً للعنف .. وفي بداية شبابه كان خجولاً ومنطويا ً، لذلك لم يكن يختلط كثيراً بأصدقائه الشباب.. بدأت حالته تتحسن نسبياً قبيل دخوله الجامعة، وخاصة بعدما استشار طبيباً نفسياً حيث طمأنه بأن حالته بسيطة ويعاني منها عدد كبير من الشباب في بداية حياتهم في الجامعة أخذ يشارك في النشاطات التي يقيمها الطلبة، ومن خلالها تعرف إلى شلة من الأصدقاء تقرب منهم وتوطدت علاقته بهم على الرغم من اختلاف طباعه عن طباعهم ،، كان سالم أبرز وأذكى هؤلاء الأصدقاء، لكنه كثير الكلام عن نفسه ومغامراته إلى حد النرجسية، ويفاخر بأساليبه التي لا تفشل في الوصول إلى مراده مهما كان صعباً من ضمن الموضوعات التي بدأت تسيطر مؤخراً، على أحاديث "الشلة" ، أخبار إنترنت ، التي وجد فيها الأصدقاء مادة جديدة للتسلية، في حين كان عمر يجد فيها أكثر من التسلية ولكنه، ما إن يجاهر برأيه، حتى يسمع من أصدقائه تعليقات ساخرة ،، وطبعاً كانت مواقع الدردشة من أكثر موضوعات إنترنت جذباً بالنسبة لهم ، وكان الجميع يبحث فيها عما يفتقدونه في حياتهم العادية.. أما عمر فكان يمارس نشاطاً واضحاً في النقاشات التي تدور في أرجاء منتديات المواقع العربية .. ورغم أنه كان يرتاد مواقع الدردشة، إلا أنه فضل بعض المواقع غير العربية لأنها حسب رأيه أكثر شمولاً وغنىً في الموضوعات التي تتناولها من خلال أحد مواقع الدردشة تعرف عمر صدفة، إلى ظبية أدهشته بجرأتها وحماسها في طرح آرائها في القضايا الاجتماعية خاصة! وكان يعجب لتوافق رأيها معه ، فيقول لنفسه : لابد أنها تقرأ أفكاري ، أو أنها تسمع أحاديثي مع أصدقائي واستمر الاثنان لفترة في إدارة الحوار فيما يطرحان من مسائل ، مما وطد الصداقة بينهما، وأدت به إلى إدمان الجلوس إلى جهاز الكمبيوتر ولذلك ، عندما أعلنت أنها ستتوقف عن المشاركة ، بسبب قرب الامتحانات شعر بالضيق ، وتردد كثيراً قبل أن يتجرأ ويطلب منها أن يستمرا في المراسلة عبر البريد الإلكتروني فوافقته .
بدأت صداقتهما تأخذ منحى جديداً، وخاصة عندما وجد في نفسه شحنة عاطفية كامنة ، راح يبثها عبر مفاتيح صماء ، فتلقى القبول من الطرف الآخر.. لم يذكر لأصدقائه شيئاً لأنه يعرف تعليقاتهم مسبقاً في الحب قال الشاعر "والأذن تعشق قبل العين أحياناً" ولكن في أسلوب الحب عبر إنترنت لا عين ترى ، ولا أذن تسمع ، وبالتالي يصبح من الضروري إيجاد البدائل ليتأكد الشخص إلى من يبث عواطفه.. لم يغب ذلك عن بال عمر، فأرسل للفتاة صورته وطلب منها الشيء نفسه ، ولكنها اعتذرت بحجة أن الوضع الاجتماعي لا يسمح لها بذلك ! وأمام تلك الحجة المبررة ، طلب منها أن تحادثه عبر الهاتف.. فوافقت شرط أن يترك لها اختيار الوقت المناسب . وبالفعل اتصلت به ، وارتاح كثيراً لسماع صوتها.. وكررت الاتصال عدة مرات ، وفي كل المرات كانت تتصل من هاتف عمومي وبررت السبب بظروف خاصة لا تسمح لها بالاتصال من البيت .
كان كل ما يهمه أن يتأكد أنه أحب إنسان من لحم ودم .. ومرة أخرى راحت الأمور تأخذ منحىً تصاعدياً عندما طرح عليها فكرة التعارف وجهاً لوجه بهدف الخطوبة ! وكان قد أعلم أصدقائه بأن هناك مفاجأة سارة تخصه سيعلنها لهم بعد فترة.. ألح الأصدقاء لمعرفة ما يخفي ، ولكنه رفض بإصرار قائلا ً: كل شيء بأوانه
بشوق ولهفة كان ينتظر رد الفتاة على مشروعه المستقبلي.. جاءه الرد مساءً مثيراً للإحباط فقد ادعت بأن الأمر قد حدث بسرعة غير مدروسة ، ثم أنها ما زالت في السنة الأولى في الجامعة ، وهي تفضل أن تكمل دراستها ، وبعد ذلك تفكر بالزواج ، وأضافت قائلة : أرجو منك أن تفكر بهدوء ، وتبعد هذا المشروع من ذهنك ، وسنظل أصدقاء صدمته تلك الإجابة ، ولم يتمكن من استيعابها.. ولساعات طوال راح يراجع كل الأحاديث التي دارت بينهما ، ليجد أنها هي التي شجعته على السير في هذا الاتجاه.. فما الذي حصل لكي يأتي ردها بهذه الطريقة الغريبة .
كتب لها طالباً تفسيراً لهذا التناقض في مواقفها بين الأمس واليوم .. أجابت بأنها أخطأت في تقدير مشاعرها وعندما واجهها بسؤال عن كل أحاديثها العاطفية التي كانت ترسلها ، اعتذرت وأعلنت له أن لديها ظروف عائلية خاصة لا تستطيع شرحها وأنها مضطرة للانسحاب من حياته ، ولن تراسله ثانية
وهكذا تسربت من حياته ، تاركة إياه في وضع نفسي لا يحسد عليه .. لم يعد ينام.. وراح يقضي ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، منتظراً منها رسالة أو حتى عبارة تفسر له ما حدث ،، ساءت حالته ، وبدأ يتغيب عن كليته ، وأصبح مهدداً بالفصل من الجامعة ، ولم تفلح كل المحاولات التي بذلها أصدقاءه لمعرفة أسباب هذا التغير المفاجئ في حياته ، وبعد أيام وصلته رسالة عبر البريد الإلكتروني كشفت له سرا ً، أفقده صوابه.. تقول الرسالة أن الفتاة التي أحبها واهماً ما هي إلا صديقه سالم ، الذي أراد أن تكون مزحة تنتهي بسرعة ، ولكن يبدو أن اللعبة استهوته ، فتابع إلى أن وصلت إلى الحد الذي يعرفه.. وأضافت الرسالة أن الفتاة التي تحدثت معه عبر الهاتف ، هي من طرف صديقه كان يمكن أن يعتبر الرسالة ملفقة ومغرضة ، لولا ثقته بنفسه بأنه لم يذكر لأحد من أصدقائه شيئاً ، وكان الأمر سراً بينه وبين الفتاة ،، وبمراجعة الأحاديث التي كانت تدور بينهما تأكد من اللعبة القذرة التي لعبها بحقه صديقه.. كان يستفزه ، ويعارض آراءه نهارا ً، ليؤيده ليلاً باسم تلك الفتاة التي كان بسذاجة كبيرة يدهش لتوافق آرائها معه ، ما دفعه للاعتقاد بقدرتها على قراءة أفكاره ،، اتضحت له الصورة القاتمة إذاً ، وما زادها سوءاً أن جميع أفراد الشلة على علم ، ولابد أنهم كانوا يقضون سهراتهم التي لا يتواجد فيها معهم يضحكون ساخرين منه .
قضى أياماً عديدة وهو يفكر في الطريق الأنسب للانتقام ، إلى أن اهتدى إلى الاتصال بصديقه سالم بحجة أنه يريد أن يستشيره بأمر خاص .. لبى سالم دعوته غير مدرك لما ينتظره من عقاب .. وفي اعتقاده أنه سينقذه من الوضع الحرج الذي كان قد وضعه به ! ربما لثقته الكبيرة بنفسه ، بأنه يستطيع أن يتلاعب بذكائه بمصائر ومشاعر الناس عندما شغل عمر سيارته واتجه بها يطارد سالم ، كان الأخير قد فقد قدرته على الحركة ، نتيجة لما تعرض له من ضرب مبرح ، وكان يصرخ بصوت مبحوح : لقد كانت مزحة أرجوك أن تسامحني .
انعطف عمر يميناً عائداً إلى البيت ، تاركاً صديقه لمصيره المجهول .
في الغرفة كان يدور حول نفسه.. يضرب الهواء بقبضته، ويركل كل ما يقع تحت قدمه.. تواجهه المرآة فيخفي وجهه ، كي لا يشاهد وجوهاً تمد له ألسنتها ساخرة.. يضغط على أذنيه خوفاً من سماع قهقهات مستهزئة.. يبحث عن وسيلة يعطل فيها حواسه، ليتخلص من الألم الذي يعانيه.. لم يكن ينزف دماً، ولكن جرح نفسه امتد عميقاً خرج من غرفته، تناول ماءاً بارداً، وصبه فوق رأسه المشتعل غضباً وقهراً.. جرب أن يتكلم بصوت مرتفع، فجاء صوته مختنقاً! أعاد الكرة ثانية، وثالثة .. إلى أن تمكن أخيراً من اصطناع الهدوء اتصل بصديقه سالم، وبصعوبة راح يضغط على الحروف كي يبدو صوته طبيعياً..
قال : أريد أن أراك لأمر خاص ولأن سالم يعرف جيداً ما يعانيه صديقه ،
أجاب: سنلتقي مساءً في المقهى بل الآن ، لا أستطيع الانتظار حتى المساء.. سأكون عندك بعد قليل وافق سالم مستسلماً وقال : سأكون جاهزاً عندما تصل .. وبعد دقائق كان يجلس إلى جانب عمر الذي انطلق بسيارته بسرعة جنونية ، وكأنه بذلك يجاري جنون أفكاره وصلا إلى مكان خارج المدينة ، حيث اعتاد الأصدقاء قضاء بعض الوقت .
شعر سالم أن حالة صديقه النفسية سيئة، فحاول أن يخفف عنه مستوضحاً: ما بك؟ ومما تشكو؟ لابد أنك واقع في الحب؟! لقد نصحتك مراراً أن لا تأخذ المسائل بهذه الجدية، حتى لا تصل إلى هذه الحالة! طوال الوقت كان عمر صامتاً يدخن بنزق وعصبية، وفجأة، رمى سيجارته، وقال : لقد أخطأت وعلي إصلاح خطئي
توجه إلى سيارته بحجة إحضار هاتفه ، وبلحظة عاد يحمل عصاً.. وقبل أن يفطن سالم، ويدرك أبعاد ما يجري ، انهال عليه عمر بالضرب.. عقدت المفاجأة لسان سالم ، وقيدت يديه ، فلم يتمكن في البداية من الدفاع عن نفسه! تلقى ضربات مؤلمة ووحشية أن يبدأ في مواجهة صديقه الذي كان ينعته بأبشع الأوصاف.. شعر بأن المعركة ليست لصالحه فراح يتوسل صديقه الذي كان الغضب قد أصاب أذنيه بالصمم ! غطى الدم وجه سالم ، ومع ذلك تابع عمر ضربه غير عابئ بحاله! حاول سالم الهرب زحفاً على الرمل بعدما فقد القدرة على المشي أو الركض، إثر ضربة قوية تلقاها على رجله، أدت على الأغلب إلى كسرها ركب عمر سيارته وتوجه بها نحو صديقه يريد أن يدهسه ، فهل يفعل لم يكن عمر ميالاً للعنف .. وفي بداية شبابه كان خجولاً ومنطويا ً، لذلك لم يكن يختلط كثيراً بأصدقائه الشباب.. بدأت حالته تتحسن نسبياً قبيل دخوله الجامعة، وخاصة بعدما استشار طبيباً نفسياً حيث طمأنه بأن حالته بسيطة ويعاني منها عدد كبير من الشباب في بداية حياتهم في الجامعة أخذ يشارك في النشاطات التي يقيمها الطلبة، ومن خلالها تعرف إلى شلة من الأصدقاء تقرب منهم وتوطدت علاقته بهم على الرغم من اختلاف طباعه عن طباعهم ،، كان سالم أبرز وأذكى هؤلاء الأصدقاء، لكنه كثير الكلام عن نفسه ومغامراته إلى حد النرجسية، ويفاخر بأساليبه التي لا تفشل في الوصول إلى مراده مهما كان صعباً من ضمن الموضوعات التي بدأت تسيطر مؤخراً، على أحاديث "الشلة" ، أخبار إنترنت ، التي وجد فيها الأصدقاء مادة جديدة للتسلية، في حين كان عمر يجد فيها أكثر من التسلية ولكنه، ما إن يجاهر برأيه، حتى يسمع من أصدقائه تعليقات ساخرة ،، وطبعاً كانت مواقع الدردشة من أكثر موضوعات إنترنت جذباً بالنسبة لهم ، وكان الجميع يبحث فيها عما يفتقدونه في حياتهم العادية.. أما عمر فكان يمارس نشاطاً واضحاً في النقاشات التي تدور في أرجاء منتديات المواقع العربية .. ورغم أنه كان يرتاد مواقع الدردشة، إلا أنه فضل بعض المواقع غير العربية لأنها حسب رأيه أكثر شمولاً وغنىً في الموضوعات التي تتناولها من خلال أحد مواقع الدردشة تعرف عمر صدفة، إلى ظبية أدهشته بجرأتها وحماسها في طرح آرائها في القضايا الاجتماعية خاصة! وكان يعجب لتوافق رأيها معه ، فيقول لنفسه : لابد أنها تقرأ أفكاري ، أو أنها تسمع أحاديثي مع أصدقائي واستمر الاثنان لفترة في إدارة الحوار فيما يطرحان من مسائل ، مما وطد الصداقة بينهما، وأدت به إلى إدمان الجلوس إلى جهاز الكمبيوتر ولذلك ، عندما أعلنت أنها ستتوقف عن المشاركة ، بسبب قرب الامتحانات شعر بالضيق ، وتردد كثيراً قبل أن يتجرأ ويطلب منها أن يستمرا في المراسلة عبر البريد الإلكتروني فوافقته .
بدأت صداقتهما تأخذ منحى جديداً، وخاصة عندما وجد في نفسه شحنة عاطفية كامنة ، راح يبثها عبر مفاتيح صماء ، فتلقى القبول من الطرف الآخر.. لم يذكر لأصدقائه شيئاً لأنه يعرف تعليقاتهم مسبقاً في الحب قال الشاعر "والأذن تعشق قبل العين أحياناً" ولكن في أسلوب الحب عبر إنترنت لا عين ترى ، ولا أذن تسمع ، وبالتالي يصبح من الضروري إيجاد البدائل ليتأكد الشخص إلى من يبث عواطفه.. لم يغب ذلك عن بال عمر، فأرسل للفتاة صورته وطلب منها الشيء نفسه ، ولكنها اعتذرت بحجة أن الوضع الاجتماعي لا يسمح لها بذلك ! وأمام تلك الحجة المبررة ، طلب منها أن تحادثه عبر الهاتف.. فوافقت شرط أن يترك لها اختيار الوقت المناسب . وبالفعل اتصلت به ، وارتاح كثيراً لسماع صوتها.. وكررت الاتصال عدة مرات ، وفي كل المرات كانت تتصل من هاتف عمومي وبررت السبب بظروف خاصة لا تسمح لها بالاتصال من البيت .
كان كل ما يهمه أن يتأكد أنه أحب إنسان من لحم ودم .. ومرة أخرى راحت الأمور تأخذ منحىً تصاعدياً عندما طرح عليها فكرة التعارف وجهاً لوجه بهدف الخطوبة ! وكان قد أعلم أصدقائه بأن هناك مفاجأة سارة تخصه سيعلنها لهم بعد فترة.. ألح الأصدقاء لمعرفة ما يخفي ، ولكنه رفض بإصرار قائلا ً: كل شيء بأوانه
بشوق ولهفة كان ينتظر رد الفتاة على مشروعه المستقبلي.. جاءه الرد مساءً مثيراً للإحباط فقد ادعت بأن الأمر قد حدث بسرعة غير مدروسة ، ثم أنها ما زالت في السنة الأولى في الجامعة ، وهي تفضل أن تكمل دراستها ، وبعد ذلك تفكر بالزواج ، وأضافت قائلة : أرجو منك أن تفكر بهدوء ، وتبعد هذا المشروع من ذهنك ، وسنظل أصدقاء صدمته تلك الإجابة ، ولم يتمكن من استيعابها.. ولساعات طوال راح يراجع كل الأحاديث التي دارت بينهما ، ليجد أنها هي التي شجعته على السير في هذا الاتجاه.. فما الذي حصل لكي يأتي ردها بهذه الطريقة الغريبة .
كتب لها طالباً تفسيراً لهذا التناقض في مواقفها بين الأمس واليوم .. أجابت بأنها أخطأت في تقدير مشاعرها وعندما واجهها بسؤال عن كل أحاديثها العاطفية التي كانت ترسلها ، اعتذرت وأعلنت له أن لديها ظروف عائلية خاصة لا تستطيع شرحها وأنها مضطرة للانسحاب من حياته ، ولن تراسله ثانية
وهكذا تسربت من حياته ، تاركة إياه في وضع نفسي لا يحسد عليه .. لم يعد ينام.. وراح يقضي ساعات طويلة أمام جهاز الكمبيوتر، منتظراً منها رسالة أو حتى عبارة تفسر له ما حدث ،، ساءت حالته ، وبدأ يتغيب عن كليته ، وأصبح مهدداً بالفصل من الجامعة ، ولم تفلح كل المحاولات التي بذلها أصدقاءه لمعرفة أسباب هذا التغير المفاجئ في حياته ، وبعد أيام وصلته رسالة عبر البريد الإلكتروني كشفت له سرا ً، أفقده صوابه.. تقول الرسالة أن الفتاة التي أحبها واهماً ما هي إلا صديقه سالم ، الذي أراد أن تكون مزحة تنتهي بسرعة ، ولكن يبدو أن اللعبة استهوته ، فتابع إلى أن وصلت إلى الحد الذي يعرفه.. وأضافت الرسالة أن الفتاة التي تحدثت معه عبر الهاتف ، هي من طرف صديقه كان يمكن أن يعتبر الرسالة ملفقة ومغرضة ، لولا ثقته بنفسه بأنه لم يذكر لأحد من أصدقائه شيئاً ، وكان الأمر سراً بينه وبين الفتاة ،، وبمراجعة الأحاديث التي كانت تدور بينهما تأكد من اللعبة القذرة التي لعبها بحقه صديقه.. كان يستفزه ، ويعارض آراءه نهارا ً، ليؤيده ليلاً باسم تلك الفتاة التي كان بسذاجة كبيرة يدهش لتوافق آرائها معه ، ما دفعه للاعتقاد بقدرتها على قراءة أفكاره ،، اتضحت له الصورة القاتمة إذاً ، وما زادها سوءاً أن جميع أفراد الشلة على علم ، ولابد أنهم كانوا يقضون سهراتهم التي لا يتواجد فيها معهم يضحكون ساخرين منه .
قضى أياماً عديدة وهو يفكر في الطريق الأنسب للانتقام ، إلى أن اهتدى إلى الاتصال بصديقه سالم بحجة أنه يريد أن يستشيره بأمر خاص .. لبى سالم دعوته غير مدرك لما ينتظره من عقاب .. وفي اعتقاده أنه سينقذه من الوضع الحرج الذي كان قد وضعه به ! ربما لثقته الكبيرة بنفسه ، بأنه يستطيع أن يتلاعب بذكائه بمصائر ومشاعر الناس عندما شغل عمر سيارته واتجه بها يطارد سالم ، كان الأخير قد فقد قدرته على الحركة ، نتيجة لما تعرض له من ضرب مبرح ، وكان يصرخ بصوت مبحوح : لقد كانت مزحة أرجوك أن تسامحني .
انعطف عمر يميناً عائداً إلى البيت ، تاركاً صديقه لمصيره المجهول .
ghroob- مشرفة منتدى الشعر والخوطر
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
ghroob- مشرفة منتدى الشعر والخوطر
- عدد المساهمات : 265
تاريخ التسجيل : 10/07/2009
مواضيع مماثلة
» قصه قصيرة "عقاب الله" للكاتب الاسباني \ البارو دي لاإجلسيا
» قصيدة "دمع جرى فقضى فى الربع ما وجبا"المتنبى"
» قصيدة "شوق إليك تفيض منه الأدمع"للشاعر الكبير البحترى
» قصه واقعيه حزينه جداا كل واحد يجيب معاه 3 علب مناديل ""
» قصيدة"عاشقة الليل"للشاعرة الكبيرة نازك الملائكة
» قصيدة "دمع جرى فقضى فى الربع ما وجبا"المتنبى"
» قصيدة "شوق إليك تفيض منه الأدمع"للشاعر الكبير البحترى
» قصه واقعيه حزينه جداا كل واحد يجيب معاه 3 علب مناديل ""
» قصيدة"عاشقة الليل"للشاعرة الكبيرة نازك الملائكة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:34 pm من طرف اميرة الحب
» ســـــــأرحــــــل
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:27 pm من طرف اميرة الحب
» قصه جميله مؤثرة تستحق القراءة
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:30 am من طرف اميرة الحب
» خواطر انساااااااااان
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:25 am من طرف اميرة الحب
» لا تخف ... إنه يحبك ... فثق به
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:37 pm من طرف Admin
» بعد ان احببتك
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:33 pm من طرف Admin
» فــــــــصـــه وعـــــــــبرة
الإثنين أغسطس 01, 2011 1:51 pm من طرف حازم لاست
» من طرائف السكارى
الإثنين أغسطس 01, 2011 7:34 am من طرف hany_mostfa
» هل تهمك سمعتك داخل النت ؟؟؟؟؟؟؟
الأربعاء أبريل 06, 2011 2:14 pm من طرف NIGMA