بحـث
المواضيع الأخيرة
احبائى فى الله اقدم لحضرتكم قصة يأجوج ومأجوج
صفحة 1 من اصل 1
احبائى فى الله اقدم لحضرتكم قصة يأجوج ومأجوج
[b]الصحيح الثابت من قصة يأجوج ومأجوج)
يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان .
وقيل : عربيان ، وعلى هذا يكون اشتقاقهما من مواد لغوية متعددة :
ـــ فيمكن أن يكون اشتقاقهما من أجت النارأجيجا : إذا التهبت واشتعلت فتأججت .
ـــ أو يكون اشتقاقهما من الأجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته .
ـــ أو يكون اشتقاقهما من الأج : وهو سرعة العَدْو [أي الجري والركض].
ـــ ويصح أن يكون اشتقاق مأجوج من ماج إذا اضطرب ، كما نسمع كثيرا (فلان هاج وماج أي: تحرك واضطرب) ، ويؤيد صحة هذا الاشتقاق قول الله تعالى : (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) [الكهف/] ، وهما على وزن (يفعول) في (يأجوج) ، وعلى وزن (مفعول) في (مأجوج) أو على وزن (فاعول) في كل منهما هذا إذا كان الاسمان عربيان، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق ؛ لأن الأعجمية لا تشتق .
ــ أصل يأجوج ومأجوج : وأصل يأجوج ومأجوج أنهما قبيلتان من البشر من ذرية الأبوين الكريمين آدم وحواء عليهما السلام . وهما من ذرية يافث أبي الترك [أي والد الجنس البشري التركي] ، ويافث من ولد نوح عليه السلام . والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول لبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول أخرج بعث النار . قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعون ؛ فعنده يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد" . قالوا [يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم]: وأينا ذلك الواحد ؟ قال : "أبشروا فإن منكم رجلا ، ومن يأجوج ومأجوج ألف" [رواه البخاري] , وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم ، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" .
ـــ صفتهم : هم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول ، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهب الشعور ، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة ، على أشكال الترك وألوانهم . فقد روى الإمام أحمد بسنده قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب ، فقال : "إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لاتزالون تقاتلون عدوا ، حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شهب الشعاف [الشعور] ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة" . [(الْمَجَانّ): جمع مجن وهو التُّرْس.و(الْمُطْرَقَة) بِالتَّخْفِيفِ اِسْم مَفْعُول مِنْ الإِطْرَاق ، وهو دق الحديد وتطريقه كما يفعل الحداد . وَالتُّرْس الْمُطْرَق الَّذِي جُعِلَ عَلَى ظَهْره طِرَاق وَالطِّرَاق بِالْكَسْرِ جِلْد يُقْطَع عَلَى مِقْدَار التُّرْس فَيُلْصَق عَلَى ظَهْره شَبَّهَ وُجُوههمْ بِالتُّرْسِ لِبَسْطِهَا وَتَدْوِيرهَا وَبِالْمِطْرَقَةِ لِغِلَظِهَا وَكَثْرَة لَحْمهَا .
(ذُلْف الأُنُوف): (الذَّلَفُ بالتحريك قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه وقيل قصر القصَبة وصغر الأَرْنبة) لسان العرب، أو (صِغرُ الأََنْفِ واسْتِوَاءُ الأَرْنَبَةِ) تاج العروس، أو (قِصرُ الأنف وإنْبِطاحُه) انظر : ابن الأثير في النهاية] وقد ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله عند شرحه هذا الحديث من صحيح البخاري بعض الآثار في صفتهم ولكنها كلها روايات ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا وشكلها كالشجرة الموضوعة على علم لبنان ، وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع ، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى ، وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبران ، وأطولهم ثلاثة أشبار وهذه كلها روايات ضعيفة لا يصح منها شيء . والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم ،ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين . ففي حديث النواس بن سمعان : "أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يَدان لأحد بقتالهم [أي لا قدرة لأحد بقتالهم]، ويأمر الله عيسى عليه السلام بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول له : (حرز عبادي إلى الطور) [أي : اجعل عبادي المؤمنين يتحرزون بجبل الطور أي يتخذونه ملجأ وحماية لهم من هؤلاء الجبابرة] .
ـــ أدلة خروجهم آخر الزمان : قال الله تعالى : (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذاهي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين) [الأنبياء:96-97 ] وقال تعالى في قصة ذي القرنين : (ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني زبر الحديد [أي: قطع الحديد الضخمة الكبيرة جدا أو كتل الحديد الضخمة] حتى إذا ساوى بين الصدفين [أي : الجبلين] قال انفخوا حتى إذا جعله نارا [انصهر الحديد] قال آتوني أفرغ عليه قطرا [أي نحاسا مذابا مصهورا إلى درجة السيلان]. فما اسطاعوا أن يظهروه [أي: لا يستطيعون أن يتخطوه من فوق ظهره أي ظهر السد] وما استطاعوا له نقبا [أي: لا يستطيعون أن يفتحوا فيه خرقا أو نفقا]. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء [أي : يهدم ذلك السد أو يستطيع يأجوج ومأجوج أن يخرقوه ويخرجون] وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا) [الكهف : 92- 99] . وهذه الآيات تدل على خروجهم في آخر الزمان ، وأن خروجهم هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا ، وقيام الساعة . عن أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان عن أم المؤمنين زينب بنت جحش ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا وهو يقول : "لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها) " قالت أمنا وأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : "نعم ، إذا كثر الخبث" .
ـــ وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه "إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينارلأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه [أي : يدعون الله ويبتهلون إليه سبحانه أن ينجيهم من شر هؤلاء] ، فيرسل الله عليهم النغف [أي : دود كالدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم أحيانا] في رقابهم فيصبحون فرسى [أي : قتلى وموتى] كموت نفس واحدة [أي : يموتون كلهم ويهلكون في لحظة واحدة سويا كموت رجل واحد] ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم [أي : رائحتهم العفنة] ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله [يدعون الله ويتضرعون إليه أن يصرف عنهم تلك الروائح الكريهة جدا] ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت [أي : أعناق الإبل]، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله" [رواه مسلم] ، وزاد مسلم في رواية أخرى بعد قوله : "لقد كان بهذه مرة ماء" قال : "ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون [أي : يقول يأجوج ومأجوج] : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما" [أي ملوثة بلون الدم] .
ـــ وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكرمنها ( يأجوج ومأجوج ) [رواه مسلم] .
ـــ سد يأجوج ومأجوج : بنا ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ،ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم ومن شرهم وفسادهم . كما قال تعالى : (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) [الكهف] هذا ماجاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق ؛ لقول الله تعالى : (حتى إذا بلغ مطلع الشمس) ومطلع الشمس هو جهة الشرق ، ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد .
ـــ وما روي عن بعث هارون الرشيد برجال للبحث عن مكان السد فإنه لا يصح ، وأمير المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله يعلم تماما أنه لو كان هناك فائدة في معرفة مكان السد لذكره الله تعالى في كتابه ، أو لذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مكانه .
والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله تعالى : (حتى إذا بلغ بين السدين) والسدان : هما جبلان متقابلان. ثم قال (حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى به قمتي الجبلين وذلك بزبر الحديد [أي : قطع الحديد الضخمة الكبيرة جدا أو كتل الحديد الكبيرة] ،ثم أفرغ عليه نحاسا مذابا ، فكان السد محكما شديد القوة والمتانة ؛ لأنه صنع من سبيكة قوية من اختلاط الحديد بالنحاس ، ومن المعلوم لدى علماء الفيزياء أن الحديد إذا خلط بالنحاس أصبح سبيكة شديدة القوة والتماسك فلا تقطع ولا تحفر إلا بصعوبة بالغة . وهذا السد موجود الآن ولكن لا يعرف مكانه تحديدا ، وهو باق إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد وانفتاحه ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وذلك عند دنو الساعة وقبل النفخ في الصور ، كما قال الله تعالى : (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا) [الكهف] ، والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ولم يفتح ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم [أي : رئيسهم] : ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم [أي : رئيسهم]: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى [الاستثناء هو قول : إن شاء الله] . قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ،فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم" . [رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه] .
@للتأكد من صحة المعلومات والروايات والأحكام في هذه العجالة المختصرة يمكنكم الرجوع إلى كتاب (أشراط الساعة) وهي أطروحة دكتوراه علمية من تأليف الدكتور / يوسف بن عبد الله الوابل/ حفظه الله تعالى ، حصل بها على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز .
=========================
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ، ولا تجعل لحظ أنفسنا ولا للشيطان في أعمالنا نصيبا يا رب العالمين .
مع تحيات أخيكم ومحبكم / سعيد
يأجوج ومأجوج اسمان أعجميان .
وقيل : عربيان ، وعلى هذا يكون اشتقاقهما من مواد لغوية متعددة :
ـــ فيمكن أن يكون اشتقاقهما من أجت النارأجيجا : إذا التهبت واشتعلت فتأججت .
ـــ أو يكون اشتقاقهما من الأجاج : وهو الماء الشديد الملوحة ، المحرق من ملوحته .
ـــ أو يكون اشتقاقهما من الأج : وهو سرعة العَدْو [أي الجري والركض].
ـــ ويصح أن يكون اشتقاق مأجوج من ماج إذا اضطرب ، كما نسمع كثيرا (فلان هاج وماج أي: تحرك واضطرب) ، ويؤيد صحة هذا الاشتقاق قول الله تعالى : (وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض) [الكهف/] ، وهما على وزن (يفعول) في (يأجوج) ، وعلى وزن (مفعول) في (مأجوج) أو على وزن (فاعول) في كل منهما هذا إذا كان الاسمان عربيان، أما إذا كانا أعجميين فليس لهما اشتقاق ؛ لأن الأعجمية لا تشتق .
ــ أصل يأجوج ومأجوج : وأصل يأجوج ومأجوج أنهما قبيلتان من البشر من ذرية الأبوين الكريمين آدم وحواء عليهما السلام . وهما من ذرية يافث أبي الترك [أي والد الجنس البشري التركي] ، ويافث من ولد نوح عليه السلام . والذي يدل على أنهم من ذرية آدم عليه السلام ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يقول الله تعالى : يا آدم ! فيقول لبيك وسعديك ، والخير في يديك . فيقول أخرج بعث النار . قال : وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعون ؛ فعنده يشيب الصغير ، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، ولكن عذاب الله شديد" . قالوا [يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم]: وأينا ذلك الواحد ؟ قال : "أبشروا فإن منكم رجلا ، ومن يأجوج ومأجوج ألف" [رواه البخاري] , وعن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أن يأجوج ومأجوج من ولد آدم ، وأنهم لو أرسلوا إلى الناس لأفسدوا عليهم معايشهم ، ولن يموت منهم أحد إلا ترك من ذريته ألفا فصاعدا" .
ـــ صفتهم : هم يشبهون أبناء جنسهم من الترك المغول ، صغار العيون ، ذلف الأنوف ، صهب الشعور ، عراض الوجوه، كأن وجوههم المجان المطرقة ، على أشكال الترك وألوانهم . فقد روى الإمام أحمد بسنده قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاصب أصبعه من لدغة عقرب ، فقال : "إنكم تقولون لا عدو ، وإنكم لاتزالون تقاتلون عدوا ، حتى يأتي يأجوج ومأجوج : عراض الوجوه ، صغار العيون ، شهب الشعاف [الشعور] ، من كل حدب ينسلون ، كأن وجوههم المجان المطرقة" . [(الْمَجَانّ): جمع مجن وهو التُّرْس.و(الْمُطْرَقَة) بِالتَّخْفِيفِ اِسْم مَفْعُول مِنْ الإِطْرَاق ، وهو دق الحديد وتطريقه كما يفعل الحداد . وَالتُّرْس الْمُطْرَق الَّذِي جُعِلَ عَلَى ظَهْره طِرَاق وَالطِّرَاق بِالْكَسْرِ جِلْد يُقْطَع عَلَى مِقْدَار التُّرْس فَيُلْصَق عَلَى ظَهْره شَبَّهَ وُجُوههمْ بِالتُّرْسِ لِبَسْطِهَا وَتَدْوِيرهَا وَبِالْمِطْرَقَةِ لِغِلَظِهَا وَكَثْرَة لَحْمهَا .
(ذُلْف الأُنُوف): (الذَّلَفُ بالتحريك قِصَرُ الأَنفِ وصِغَرُه وقيل قصر القصَبة وصغر الأَرْنبة) لسان العرب، أو (صِغرُ الأََنْفِ واسْتِوَاءُ الأَرْنَبَةِ) تاج العروس، أو (قِصرُ الأنف وإنْبِطاحُه) انظر : ابن الأثير في النهاية] وقد ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله عند شرحه هذا الحديث من صحيح البخاري بعض الآثار في صفتهم ولكنها كلها روايات ضعيفة ، ومما جاء فيها أنهم ثلاثة أصناف صنف أجسادهم كالأرز وهو شجر كبار جدا وشكلها كالشجرة الموضوعة على علم لبنان ، وصنف أربعة أذرع في أربعة أذرع ، وصنف يفترشون آذانهم ويلتحفون بالأخرى ، وجاء أيضا أن طولهم شبر وشبران ، وأطولهم ثلاثة أشبار وهذه كلها روايات ضعيفة لا يصح منها شيء . والذي تدل عليه الروايات الصحيحة أنهم رجال أقوياء ، لا طاقة لأحد بقتالهم ،ويبعد أن يكون طول أحدهم شبر أو شبرين . ففي حديث النواس بن سمعان : "أن الله تعالى يوحي إلى عيسى عليه السلام بخروج يأجوج ومأجوج ، وأنه لا يَدان لأحد بقتالهم [أي لا قدرة لأحد بقتالهم]، ويأمر الله عيسى عليه السلام بإبعاد المؤمنين من طريقهم ، فيقول له : (حرز عبادي إلى الطور) [أي : اجعل عبادي المؤمنين يتحرزون بجبل الطور أي يتخذونه ملجأ وحماية لهم من هؤلاء الجبابرة] .
ـــ أدلة خروجهم آخر الزمان : قال الله تعالى : (حتى إذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون . واقترب الوعد الحق فإذاهي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين) [الأنبياء:96-97 ] وقال تعالى في قصة ذي القرنين : (ثم أتبع سببا . حتى إذا بلغ بين السدين وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا. قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا . قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما . آتوني زبر الحديد [أي: قطع الحديد الضخمة الكبيرة جدا أو كتل الحديد الضخمة] حتى إذا ساوى بين الصدفين [أي : الجبلين] قال انفخوا حتى إذا جعله نارا [انصهر الحديد] قال آتوني أفرغ عليه قطرا [أي نحاسا مذابا مصهورا إلى درجة السيلان]. فما اسطاعوا أن يظهروه [أي: لا يستطيعون أن يتخطوه من فوق ظهره أي ظهر السد] وما استطاعوا له نقبا [أي: لا يستطيعون أن يفتحوا فيه خرقا أو نفقا]. قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء [أي : يهدم ذلك السد أو يستطيع يأجوج ومأجوج أن يخرقوه ويخرجون] وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا) [الكهف : 92- 99] . وهذه الآيات تدل على خروجهم في آخر الزمان ، وأن خروجهم هذا علامة على قرب النفخ في الصور وخراب الدنيا ، وقيام الساعة . عن أم المؤمنين أم حبيبة بنت أبي سفيان عن أم المؤمنين زينب بنت جحش ـ رضي الله تعالى عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوما فزعا وهو يقول : "لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه (وحلق بأصبعيه الإبهام والتي تليها) " قالت أمنا وأم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها : فقلت يا رسول الله ! أنهلك وفينا الصالحون ؟ قال : "نعم ، إذا كثر الخبث" .
ـــ وجاء في حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه وفيه "إذ أوحى الله إلى عيسى أني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم ، فحرز عبادي إلى الطور ، ويبعث الله يأجوج ومأجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ، فيمر أولئك على بحيرة طبرية ، فيشربون ما فيها ، ويمر آخرهم فيقولون : لقد كان بهذه مرة ماء ، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مئة دينارلأحدكم اليوم ، فيرغب إلى الله عيسى وأصحابه [أي : يدعون الله ويبتهلون إليه سبحانه أن ينجيهم من شر هؤلاء] ، فيرسل الله عليهم النغف [أي : دود كالدود الذي يكون في أنوف الإبل والغنم أحيانا] في رقابهم فيصبحون فرسى [أي : قتلى وموتى] كموت نفس واحدة [أي : يموتون كلهم ويهلكون في لحظة واحدة سويا كموت رجل واحد] ، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه زهمهم [أي : رائحتهم العفنة] ونتنهم ، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله [يدعون الله ويتضرعون إليه أن يصرف عنهم تلك الروائح الكريهة جدا] ، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت [أي : أعناق الإبل]، فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله" [رواه مسلم] ، وزاد مسلم في رواية أخرى بعد قوله : "لقد كان بهذه مرة ماء" قال : "ثم يسيرون حتى ينتهوا إلى جبل الخمر ، وهو جبل بيت المقدس فيقولون [أي : يقول يأجوج ومأجوج] : لقد قتلنا من في الأرض ، هلم فلنقتل من في السماء ، فيرمون بنشابهم إلى السماء فيرد الله عليهم نشابهم مخضوبة دما" [أي ملوثة بلون الدم] .
ـــ وجاء في حديث حذيفة رضي الله عنه في ذكر أشراط الساعة فذكرمنها ( يأجوج ومأجوج ) [رواه مسلم] .
ـــ سد يأجوج ومأجوج : بنا ذو القرنين سد يأجوج ومأجوج ،ليحجز بينهم وبين جيرانهم الذين استغاثوا به منهم ومن شرهم وفسادهم . كما قال تعالى : (قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون في الأرض فهل نجعل خرجا على أن تجعل بيننا وبينهم سدا. قال ما مكني فيه ربي خير فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما) [الكهف] هذا ماجاء به الكلام على بناء السد ، أما مكانه ففي جهة المشرق ؛ لقول الله تعالى : (حتى إذا بلغ مطلع الشمس) ومطلع الشمس هو جهة الشرق ، ولا يعرف مكان هذا السد بالتحديد .
ـــ وما روي عن بعث هارون الرشيد برجال للبحث عن مكان السد فإنه لا يصح ، وأمير المؤمنين هارون الرشيد رحمه الله يعلم تماما أنه لو كان هناك فائدة في معرفة مكان السد لذكره الله تعالى في كتابه ، أو لذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين مكانه .
والذي تدل عليه الآيات أن السد بني بين جبلين ، لقوله تعالى : (حتى إذا بلغ بين السدين) والسدان : هما جبلان متقابلان. ثم قال (حتى إذا ساوى بين الصدفين) ، أي : حاذى به قمتي الجبلين وذلك بزبر الحديد [أي : قطع الحديد الضخمة الكبيرة جدا أو كتل الحديد الكبيرة] ،ثم أفرغ عليه نحاسا مذابا ، فكان السد محكما شديد القوة والمتانة ؛ لأنه صنع من سبيكة قوية من اختلاط الحديد بالنحاس ، ومن المعلوم لدى علماء الفيزياء أن الحديد إذا خلط بالنحاس أصبح سبيكة شديدة القوة والتماسك فلا تقطع ولا تحفر إلا بصعوبة بالغة . وهذا السد موجود الآن ولكن لا يعرف مكانه تحديدا ، وهو باق إلى أن يأتي الوقت المحدد لدك هذا السد وانفتاحه ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وذلك عند دنو الساعة وقبل النفخ في الصور ، كما قال الله تعالى : (قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا . وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا) [الكهف] ، والذي يدل على أن هذا السد موجود لم يندك ولم يفتح ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "يحفرونه كل يوم حتى إذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم [أي : رئيسهم] : ارجعوا فستخرقونه غدا . قال : فيعيده الله عز وجل كأشد ما كان ، حتى إذا بلغوا مدتهم، وأراد الله تعالى أن يبعثهم على الناس ، قال الذي عليهم [أي : رئيسهم]: ارجعوا فستخرقونه غدا إن شاء الله تعالى، واستثنى [الاستثناء هو قول : إن شاء الله] . قال : فيرجعون وهو كهيئته حين تركوه ، فيخرقونه ويخرجون على الناس ،فيستقون المياه ، ويفر الناس منهم" . [رواه الترمذي وابن ماجه والحاكم وصححه] .
@للتأكد من صحة المعلومات والروايات والأحكام في هذه العجالة المختصرة يمكنكم الرجوع إلى كتاب (أشراط الساعة) وهي أطروحة دكتوراه علمية من تأليف الدكتور / يوسف بن عبد الله الوابل/ حفظه الله تعالى ، حصل بها على شهادة الدكتوراه بدرجة امتياز .
=========================
اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل ، ولا تجعل لحظ أنفسنا ولا للشيطان في أعمالنا نصيبا يا رب العالمين .
مع تحيات أخيكم ومحبكم / سعيد
هانى العربي- عدد المساهمات : 145
تاريخ التسجيل : 18/08/2009
العمر : 43
مواضيع مماثلة
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم صلاة الاستخارة
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم قصة المسيخ الدجال
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم كيفية صلاة الاستخارة
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم تابع قصة المسيخ الدجال
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم الحروف المقطعة من القران الكريم
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم قصة المسيخ الدجال
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم كيفية صلاة الاستخارة
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم تابع قصة المسيخ الدجال
» احبائى فى الله اقدم لحضرتكم الحروف المقطعة من القران الكريم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:34 pm من طرف اميرة الحب
» ســـــــأرحــــــل
الإثنين أغسطس 15, 2011 2:27 pm من طرف اميرة الحب
» قصه جميله مؤثرة تستحق القراءة
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:30 am من طرف اميرة الحب
» خواطر انساااااااااان
الإثنين أغسطس 15, 2011 1:25 am من طرف اميرة الحب
» لا تخف ... إنه يحبك ... فثق به
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:37 pm من طرف Admin
» بعد ان احببتك
الأربعاء أغسطس 10, 2011 9:33 pm من طرف Admin
» فــــــــصـــه وعـــــــــبرة
الإثنين أغسطس 01, 2011 1:51 pm من طرف حازم لاست
» من طرائف السكارى
الإثنين أغسطس 01, 2011 7:34 am من طرف hany_mostfa
» هل تهمك سمعتك داخل النت ؟؟؟؟؟؟؟
الأربعاء أبريل 06, 2011 2:14 pm من طرف NIGMA